الجمعة، 30 يناير 2009

حوار جريدة الحياة / منال خميس




الكاتب الفلسطيني عبدالسلام العطاري : أنا عابر سبيل أبحث عن ظل أتفيأ به من شمس غربة تحرقني وتحرق نظرائي .. ..

أبحث عن عالم ادبي ثقافي خالي من الضغائن والأحقاد ... عن مدينة شعرية تنام على هزج القصائد .
جريدة الحياة الفلسطينية / حاورته / منال خميس /


عبد السلام عطاري لماذا أنت غاضب دائماً ؟

** هاتِ لي فلسطينيا.. يحلم بوطن الحرية وبنوم هاديء وسعيد لأطفاله ويحلم بغدير من الأمنيات يتدفق نحو الأمل سعيا إلى راحة البال , ولا يجد كل ذلك ..كيف له ألا يكونَ غاضبا !
ربما تتفاوت حالة الإنفعال بين غضب مبتسم وغضب نزق ربما أنحاز لذاتي أن أصنفها تحت بندِ اغضبْ من أجل أن يكون الغضبُ حالةَ فعلٍ و رد فعل أي بمعنى أن يجيّر الغضب من أجل أن يخرجَ المكنون من دواخلنا ليحمل لنا ابتسامة وانشراح بعد حالة التناقض المفترضة فينا هي أن نجد ذواتنا من أجل أن يجدَ الآخر فينا نسبة الهدوء التي تُبقي الغضب تحت وقع سؤال : لماذا هي ومن أجل ماذا ؟.
· أحياناً أشعر كأنك رجل يأتي من بعيد يحمل الناي ويعزف ...وأحيانا أشعر كأنك شبح تلاحق الكسالى من المثقفين في عالم يضج بالتخاذل والاستهتار ، أنت رجل انتقادي دائماً لواقعنا الثقافي المرير وفي نفس الوقت تتخذ خطواتك الأولى بصمت نحو محاولة إصلاح ما تنتقده مالك وكل هذا ؟ ألا يستنفذك ذلك؟
**عليّ أن أبتسم لهذا السؤال ... ربما لا يتسع صدر القاريء لحجم الجواب .. حكايتي أني أبحث عن نفسي في ذوات الآخرين ... لذلك تجدينني ألاحقهم ، أحرضهم ، أستفزهم ، وبالمناسبة أكثر الناس اللذين أدق على جدران أقلامهم كي تخرج من غرف نومها وتترجل عن أسرّتها هذه الأقلام هي التي أحبها .. وربما أضع نفسي تحت قائمة أني لست إنسانا ذاتيا ، وأزعم بقوة أني كذلك وربما تحملك الصدفة إلى الكثير من الأصدقاء اللذين يشهدون على ذلك ، كتبت وأشرفت وساهمت في منتديات وملتقيات أدبية الكترونية كثيرة وكنت أفضل الكثير من الكتاب وأقدّمهم على نفسي من أجل أن أنشر لهم بدافع التشجيع وبدافع إيجاد الاستمرارية بالكتابة ،لذلك دائما أسعى، بإلحاح، بالطلب من الجميع محرضا على الكتابة ... وللأسف إنّ واقعنا الثقافي الرسمي وحتى الأهلي أصبح متكورا على خصوصيات على حساب هذه الأقلام الناشئة ، والكتابة الأدبية رغبة نابعة من عمق قضية تملكها أقلامهم ، ما يدفعني إلى حالة النقد أو الانتقاد كما تسمينها هي أني لا أجد هذه المؤسسة توفر الحد الأدنى من الإمكانات لرعايتهم أو الاهتمام بهم ، لذلك علينا أن نرفض فكرة سجون الأمن الوقائي الثقافي العربي التي دعا لها البعض لمحاصرة حتى الكتابة على الإنترنت لحرمان شباب يحلمون بنشوئهم وارتقائهم ويحلمون بتطورهم ، فعوضا عن الأخذ بأيديهم نجد أن البعض يسعى حتى لمحاصرتهم في فضاء الإنترنت . ومع هذا سوف أبقى ومعي الكثير من الأدباء في العالم العربي الذين أخذنا على عاتقنا أن نبحث عن كل موهبة ونشجعها ونأخذ بيدها .
· عبدالسلام ، في نصوصك أنت تحب وتحلم ، تتوقع وتثور وأحياناً تحاول النفاذ الى أمكنة مقصية مخبوءة وأخرى واضحة التناقض لديك أهو وسيلة لكشف المخبوء أم هو الخوف المعترف به الذي هو صيغة أخرى للحلم تعلو بنا إلى أفق السؤال المتصل بمحددات المحظور والمباح في ثقافتنا العربية ؟
**الكتابة إن لم تكن كلها حتما ستكون غالبيتها نابعة مما يكتنفه الخاطر ، منا من يعبّر عن حالته في أحلامه ومنا من يعبّر عن ذاته في فنه ورسمه ومنا من يجد أن الكتابة وسيلة للحديث عن سيرة ذاتية أو سيرة الآخرين من وجهة نظرٍ تحليلية ، على أية حال هي إخراج ما بداخلنا أو ما في ذوات الآخرين من شيء ، هذا الشيء هو الآخر فينا ، والإنسان يحمل فيه ضده ، ببساطة شديدة ، الخير والشر، الحلم والواقع ، الحياة والموت ، هذا جزء من التناقضات التي نحملها ، كلنا نحملها ولكن هناك نسباً من التفاوت بين آخر وآخر ، بالمحصلة كلنا يعبّر ليَعْبُر إلى ذاته ، حالة عشق يحلم بها ، حرية ينشدها ولا يجدها ، قضية اجتماعية يتمناها ولا تكون ، لذلك أجد الشعر والقصة حالة واقعية حدودها الذات والواقع ليس ملموسا فقط بقدر ما هو أيضا مكنون يعيش فينا هناك من يجده وهناك من يسعى إليه والأهم كيف نخرجه ونعبّر عنه.
· فضاء الإنترنت فضاء غير طبيعي ، فضاء للمواربة والكذب ويحجب كينونة الانسان الحقيقية ، برأيك ما الذي فعلته هذه التقنية القابلة للاستهلاك بكل بساطه بتأثيراتها على وعي وضمير وشفافية الأفراد ، وبرأيك ما العمل للحد من إساءة استخدام هذه التكنولوجيا ؟ سؤالي السابق يشكل فتح الباب لأسئلة تتقاطع معها أسئلة أخرى خاصة فيما يتعلق بالإنترنت كانفتاح يقود إلى آخر العالم بسهوله كسهولة النشر وسهولة العلاقات وسهولة الوصول الى أي شيء ، السرقات الأدبية ، الاستسهتار بالآخر .... الخ
**عالم الانترنت فضاء رحب واسع بمحتوياته وقرية صغيرة بمضمونه، أي بمعنى أن العالم كله اصبح قرية صغيرة حدودها لا تتعدى على أبعد تقدير (17 بوصة ) وربما أكثر ولكن هذا هو حجم الشاشة التي أملكها .. على أية حال تخوفك هو حال الكثيرين ، السؤال هو ذاته .. ماذا يعني اسم افتراضي يكتب ويتحدث سواء بلغة "الشات" أو بلغة "المايك" أو بإدراج موضوع على صفحة ملتقى أدبي أو غير ذلك؟!.
أنا أيقنت بعد تجربة عمرها خمس سنوات أو أكثر أن هذا العالم حقيقي لم يعد فيه لبس ولا رياء ، ومن يمارس مهنة ، أي مهنة ، أو موهبة ، أي موهبة على صدر صفحات الانترنت لا يستطيع أن يبقى في حالة التجمل أو الخداع ولا أنفي أنّ هناك حالات مهمتها فقط استخدام الانترنت لأغراض دنيئة لأغراض ليس وراءها غير مضيعة للوقت .
الزيف يا منال ليس فقط في عالم الانترنت وإنما هو حالة مستنسخة من الحياة الواقعية أو التي تسمى واقعية نلسمها . الدجل والنفاق والرياء ينتقل من الواقع الذي نتنفسه الى واقع افتراضي نعيشه من خلال مساحة شاشة لا تتعدى بحجمها ما وصلت إليه آخر صراعات الشركات المصنعة لها .
بتقديري أن مسألة الحد من إساءة استخدام الانترنت هذه مسألة يمكن محاصرتها الآن بكل سهولة وهذا يعود إذا -تحدثنا بخصوصية عن وطننا العربي – إلى حكوماتنا التي يسهل عليها محاصرة المواقع التي تشجع على الرذيلة وهذا الأمر أصبح بمقدور الجميع التحكم به ، وكذلك من خلال مؤسسة التربية والتعليم التي أصبح من واجبها تخصيص مساقات تهتم بتدريس النظام الالكتروني والتعريف بأهمية الانترنت وكيفية استخدامه من خلال توضيح مساوىء وايجابيات استخدام الانترنت ، وكذلك يقع على عاتق المنظمات والمؤسسات الشبابية والأهلية العاملة في هذا القطاع ، ومحاربة سوء استخدامه وتوسيع الوعي بأهمية الاستخدام الايجابي له .
وكما أشرت بسؤالك هذا أن يفتح أسئلة متعددة ، أعتقد مهما كانت حجم الأسئلة حول هذا المحور ستكون الإجابة واضحة ومحددة هو أن نعي وندرك ونحرص ونحرّض الأجيال على أن هناك من يسعى إلى تدمير ثقافتنا وقيمنا وأخلاقنا وعلينا أن نعارك من أجل عدم الوقوع في مسألة إساءة استخدام الانترنت ، من حيث المواقع التي لا تخدمنا بقدر ما تقتلنا وتقتل إبداعنا وتقدمنا وتطورنا وكذلك يندرج الأمر على السرقات وغيرها .
أعترف أنه سؤال مرهق ولكن وحده يحتاج إلى استمرارية بالإجابة عليه من الجميع من خلال الكتابة من أجله بشكل دائم ومتكرر كونه يورّث أجيالا يتوجب علينا أن نجعلها تدرك أهمية ومخاطر ذلك .
· بدأت تجربة ما يسمى بـ " أدب الانتفاضة" مع عمود في جريدة الرأي الدستور ، لم يعد أحد يكتب بالعمق السابق لهذا المضمون هل تعتقد أننا فقدنا ذاكرتنا العميقة ؟ حدثنا عن تجربتك مع هذا النوع من الكتابه؟
**الانتفاضة الثانية هي التي قادتني إلى الانترنت ، منذ انطلاقتها ، وحيث كنت أمارس كتابة التخزين في الأدراج وقليل ما نشر من أعمالي في صحفنا المحلية والتي للأسف أقول أن هناك من يحتكرها لإطار ضيق ومحسوب ، مع أني أدرك أنها يجب أن تكون مفتوحة للجميع , و أن الكثير من الكتاب والأدباء كانت الوسائل الإعلامية الوطنية المكان الذي ينطلقون منه الى خارج حدوده وهذا عكسي تماما حيث أني بدأت بالكتابة في الملتقيات الأدبية ومن هناك كنت في جريدة الدستور التي انقطعت عنها لانشغالي بتطوير مجلة أدبيات ولزاما أن أذكر الصحفية جمانة ابو حليمة وكذلك نائب رئيس تحرير جريدة الدستور الصديق رشاد أبو داوود اللذين فتحا طواعية صفحاتهم للكتابة تحت مسمى أدب الانتفاضة والتي استمرت لفترة طويلة كتب فيها الكثير من الأصدقاء في فلسطين ،حيث ركزّنا في كتاباتنا عن معاناة شعبنا ومقاومته وأطفاله وربيعه الذي أزهر من دمائهم ومن عذابات أسرانا ودموع أمهاتنا ، وفي أوج الانتفاضة وجدت أن شبابنا العربي خارج السرب يلهو ولا يعنيه ما يحدث هنا ، وبذلت جهدا ربما شعر به البعض ولمسه كما ذكر صديقي الاستاذ رشاد ابو داواد في مقالته ذات صباح في جريدة الدستور تحت عنوان (المضيئون هناك) عما أقوم به من حراك في هذا الشأن وكان ذلك دافعا للمضي بالعمل نحو بذل المزيد من الجهد ونحو تجييش الأقلام للكتابة عن قضيتنا في عالم رحب وفضاء متسع ننشر فيه حكاية شعب يقاوم يدق جدران الخزان منذ نكبته الأولى ولكن صراخ وعويل وجبن الآخرين كان أعلى في مرحلة كانت مقضية ، ذاكرتنا يا منال ربما تذهب في سبات والبعض منها إلى سبات عميق ، والمقدرة نمتلكها بأن نبقي على حالة) الدق) و الآن يسهل ربما سماعها وإنْ بقي البعض يصم آذانه وأنا على يقين لن تبقى الآذان صماء والضمير المستتر يأكل صاحبه ويبقيه مغيّبا .
· المشهد الشعري لديك يضج ويتكثف بمفردات الأرض لغة ومضمونا ، أيضا مشهدك الشعري واضح ومباشر بحيث لا تترك أحيانا مجالا للخيال لدى القارئ كأن توقفنا مثلا على عتبات الوطن بمفرداته ورموزه الواحدة وبلغة واحدة تسيطر على أغلب نصوصك حتى لكأنك تختزل الذوق الشعري للقارئ وتحدده ... لماذا ؟ و ما هو مفهومك للمتخيل في ظل ان المتخيل يخضع لتأويلات ومحددات تتبع المتلقي وليس الشاعر؟
**اشرت إلى أن من يملك قضية يسهل عليه أن يجد مفردات يحملها من رصيف ذاته ويمضي بها نحو منبر الأدب حين يكون المتخيل قادرا على رسم حدود الخيال ، والخيال إذا لم نملك مكوناته لا نملك حدوده ، لذلك ستجدين وسيجد الكثيرون أن مفرادتي تتكرر ما بين الأنثى والوطن ، الوطن بنيسانه الجميل ، والأنثى ببساطتها الأجمل ، حيث أن القصيدة أنثى ، والأنثى في القصيدة واقع لا مجال للخروج منها في حالة الشعر، الأنثى تملك المقدرة دائما على جعل القصيدة تولد وتتناثر بشكل جميل من رحم خيال الشاعر ، والوطن كذلك ...ويصعب أن نجد بيداء بينهما أو نخلقها وإن أوجدها البعض سرعان من يجد في البيداء عفراء جميلة وقصيدة .. هي الأنثى والوطن والأرض ، هذا البرزخ الذي يفصل بينهما يتلاشى غصبا أو رغبة وفي كلتا الحالتين هو اليقين ، لا قصيدة بدون مفردة جميلة ، أنثى ووطن ، وعليه أتجه إلى أن أجعل من النص لوحة فنية يسهل على المتخيل (المتلقي ) ان يجد بوضوح مراد المتخيل (الملقي ).
· لماذا لم يصدر لك أي ديوان حتى الآن برغم غزارة الكتابة لديك ؟
** أعترف أني أحب أن أتحدث حول هذا السؤال ولا أكتب فيه ، عوامل كثيرة تمنع أن يكون لي اسما مصطفا في خزائن المكتبات منها خوفي من رائحة الانتظار الكريهة في صف من يملكون حق أن ينشر لك أو لا ينشر ، وثانيها ما أعرفه من أن هناك الكثيرون اللذين ينتظرون في طابور الإصدارات وهناك سببا آخر ربما لأني لا أجد الإمكانية المادية التي أصدر فيها ديوانا لي مع أني لا أرغب بهذه الطريقة وإن ملكت المادة الآخر يحب أن يجد نفسه في الآخرين، أتمنى أن أملك الجرأة على الوقوف في صف الانتظار
· مؤسسات الثقافة الرسمية وغير الرسمية في فلسطين برأيك هل تمارس دورها الحقيقي تجاه الكتاب والأدباء والمثقفين ؟ أم أنها مجرد يافطات معلقة على ألأبواب ؟
** بالأمس كنت أظن أن القضية الثقافية على قدر من الأهمية إلى جانب أي قضية حياتية في فهمنا وإدراكنا وأن مجتمعنا الذي وجد نفسه مشردا مقتلعا من أرضه ومن تحت سمائه جيّر فقهه وثقافته وفنه ودمه ايضا من اجل أرضه لذلك كان يخيل لي أننا سنكون على موعد مع صيب من المطر الغزير للاهتمام بمستوى الثقافة .. ولكن في حقيقة الأمر فإن المؤسسة الثقافية تبعد مسافة لا بأس بها عن الاهتمام بالنشاط الثقافي أي أنها لا تكرس جهدا لخلق وتجديد الدم الثقافي في أوساط الشباب و المهمشين منهم ، والذين يملكون الإبداع المتميز.
هناك شيء آخر أننا أصبحنا نجد مؤسسات تسمى مؤسسات وتجمعات ثقافية أصبح الهدف منها الاسترزاق وإيجاد التمويل وكم أتمنى أن أجدها تبذل ذلك في رفع ودفع حركتنا الأدبية والثقافية والاجتماعية والسؤال من نصّبهم أوصياء على نهضتنا الثقافية ، للأسف أصبحت هذه المؤسسات كغيرها تستدر الأموال باسم الثقافة ولا أجدها أو نجدها ، لذلك على المؤسسة الرسمية الممثلة بوزارة الثقافة أن تقف أمام مسؤولياتها وتنظر بعين اليقين وعين مدركة أن هناك حركة أدبية شبابية تعتمد على قدراتها وتساعد نفسها بنفسها وأن هناك مؤسسات تقدم نفسها خارج الوطن على أنها ترعى وتنشط في مجال دعم الحركة الثفافية الفلسطينية، بالمناسبة هناك جهد تطوعي كبير يبذل في خدمة الحركة الادبية تحديدا وفي نشر رسالة وطنية أدبية ثقافية هذه الحركة الأنقى التي لا يصعب على أحد أن يجدها هناك باسم الهيجاوي من خلال انتشاره الواسع على صفحات الانترنت وزياد جيوسي من خلال مجموعته الالكترونية (رام الله آرتس) وناصر عطالله(من خلال موقعه شعراء غزة) وعبد الله عيسى من خلال صحيفة دنيا الوطن ) وغيرهم من الذين يبذلون أوقاتهم وجهودهم في عالم الانترنت لخدمة قضيتنا الوطنية ومن خلالها قضيتنا الثقافية والأدبية ،
· لديك تجربة غزيرة في مجال النشر و المنتديات و التقنية الالكترونية آخرها تجربتك مع اتحاد كتاب الانترنت ، هل يمكننا اعتبار هذا بديلا عن روابط واتحادات الكتاب المنتشرة في العالم ؟ هلا حدثتنا عن هذه التجربة تحديداً ؟
**تجربتي يا سيدتي بدأت بمحض الصدفة وبمحض الرغبة ، في ظل عدم مقدرتي على أن أجمع نصوصي على الورق ، وجدت الانترنت ومواقعه الأدبية البديل الذي عملت من خلاله منذ العام 2000 ومن هناك بدأت أولى الخطوات ، ومن هناك أيضا كان للدستور الأردنية حضورها معي واثبت بوقتي وجهدي ووجودي في العديد من المواقع الأدبية الكبيرة والتي أشرفت على العديد منها حتى كان موقعنا الرسمي ملتقى ومجلة أدبيات
ولا بد أن أذكر هنا أصدقاء تاريخين بدأت وإياهم في هذه الساحة التي أثبتت قدرتها لتحلق في سماء الأدب الإلكتروني /علي كريشان وايمان الوزير ووائل الحوراني ، اللذين واياهم كرسنا كل إمكاناتنا المتواضعة من أجل أن يكون لنا صوت مختلف ومتجدد في عالم الأدب ، همنا أن نبحث عن الأقلام الجديدة الشابة منها والمحرومة من أجل أن نضعها على بداية طريق النشر الالكتروني وكنا نحث خطانا وإياهم وكثير ما وصلتني ملاحظات تحريضية بعدم النشر لفلان او فلانه وان الموقع بحاجة لاسماء كبيرة وقوية حسب تقديراتهم وكنت افتخر واعتز بكتًاب مجلة أدبيات التي أعمل رئيسا لتحريرها ، وهذا ما دفعني أن أجد نفسي في صف فكرة تشكيل اتحاد كتّاب الانترنت العرب http://www.arab-eraiter.com/ الفكرة التي حملها بعض الاصدقاء ووجدت اقبالا كبيرا وتم تشكيل هيئة ادارية مؤقتة الى حين انعقاد المؤتمر العام التأسيسي للاتحاد والذي نأمل ان يكون في صيف العام 2006 في العاصمة الاردنية /عمان وهذا الاتحاد الذي نعمل على اعتماده في جماعة الدول العربية وهو بالمناسبة ليس بديلا لأحد ولا نطرح أنفسنا بديلا ولا نسوق أنفسنا إلا أن عالم الانترنت هو عالم افتراضي موجود أثبت قدرته على أن يكون وأن يجمع في صفوفه من المغرب العربي إلى عُمان كل كتّاب الانترنت كحركة أدبية عربية حدودها الفضاء الرحب الذي يتسع لكل من يستوفي شروط الاتحاد الأدبية وأن المعيّار الذي يحكمنا هو أن هناك الكثير من الأدباء ونشطاء الانترنت يستحقون ان نخلّدهم وأنهم بجهودهم ساهموا في رفد المكتبة الالكترونية تماما كمساهمتهم في المكتبة الورقية ، هناك جهد كبير لا يستهان به ولا أحد يستطيع ان ينكره وان اي مادة تنشر في موقع ما ، تجدين العشرات في لحظة يقرؤونها او يمرون عليها لذلك وجدنا حالة من الاستقطاب الكبيرة من اجل العضوية في اتحاد كتاب الانترنت ، واشير ان هناك من بدأ يقف مع فكرة الاتحاد داعما ومتضامنا في عالمنا العربي حيث فتحت بعض الصحف أبوابها للحديث عن الثقافة الرقمية وكانت جريدة الحياة الجديدة الفلسطينية قد أولت اهمية من خلال اعتماد زاوية الثقافة الرقمية ... متمنيا ان نجد المزيد من ذلك وأتمنى ان نجد السبل التي تساعدنا على التقدم بوجهة صحيحة وصحيّة وان نجد النقد الذاتي البنّاء الذي يخدم ويكون بحجم الجهد ،جهد ادباء ونشطاء في المجال الثقافي لا يضيّعون وقتهم من اجل التسلية والترفيه ،وانما من اجل ان نبسط الأجمل دائما لأجيالنا .
· عبدالسلام العطاري من أنت بإختصار؟
· من أنا ؟! أنا عابر سبيل يبحث عن ظل أتفيأ به من شمس غربة تحرقني وتحرق نظرائي ، عن جدول يروي ظمأ صحراء تحلم بواحة ،عن عالم أدبي ثقافي خالي من الضغائن والأحقاد ... عن مدينة شعرية تنام على هزج القصائد .

.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق